فصل: باب غزوة حنين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب في غزوة حنين

  باب غزوة حنين

10264-عن أنس قال‏:‏ قال غلام منا من الأنصار يوم حنين‏:‏ لن نغلب اليوم من قلة‏.‏ فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له

وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والعباس عمه آخذ بغرزها وكنا في واد دهس فارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه إذا شخص أقبل فقال‏:‏ ‏"‏إليك من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا أبو بكر فداك أبي وأمي‏.‏ وبه بضع عشرة ضربة‏.‏ ثم إذا شخص قد أقبل فقال‏:‏ ‏"‏إليك من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا عمر بن الخطاب فداك أبي وأمي وبه بضع عشرة ضربة‏.‏ وإذا شخص قد أقبل وبه بضع وعشرون ضربة فقال‏:‏ ‏"‏إليك من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ عثمان بن عفان فداك أبي وأمي‏.‏ ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضع عشرة ضربة فقال‏:‏ ‏"‏إليك من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ علي بن أبي طالب فداك أبي وأمي‏.‏ ثم أقبل الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم‏؟‏‏"‏‏.‏ فانطلق ‏[‏رجل‏]‏ فصاح،فما هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم فأقبلوا راجعين فحمل النبي صلى الله عليه وسلم وحمل المسلمون معه فانهزم المشركون وانحاز دريد بن الصمة على جبل - أو قال‏:‏ على أكمة - في زهاء ستمائة فقال له بعض أصحابه‏:‏ أرى والله كتيبة قد أقبلت فقال‏:‏ حلوهم لي‏.‏ فقالوا‏:‏ سيماهم كذا،حليتهم كذا،قال‏:‏ لا بأس عليكم قضاعة منطلقة في آثار القوم فقالوا‏:‏ نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت قال‏:‏ حلوهم لي‏.‏ قالوا‏:‏ سيماهم كذا،حليتهم كذا،قال‏:‏ لا بأس عليكم هذه سليم ثم قالوا‏:‏ نرى فارساً قد أقبل قال‏:‏ ويلكم وحده قالوا‏:‏ وحده قال‏:‏ حلوه لي قالوا‏:‏ معتجر بعمامة سوداء قال دريد‏:‏ ذاك والله الزبير بن العوام وهو

والله قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا،قال‏:‏ فالتفت إليهم فقال‏:‏ علام هؤلاء ههنا‏؟‏ فمضى ومن اتبعه فقتل بها ثلاث مائة وحز رأس دريد بن الصمة فجعله بين يديه‏.‏

رواه البزار وفيه علي بن عاصم بن صهيب وهو ضعيف لكثرة غلطه وتماديه فيه وقد وثق،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10265-وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما استقبلنا وادي حنين قال‏:‏ انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحداراً قال‏:‏ وفي عماية الصبح وقد كان القوم قد كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضائقه قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا‏.‏ قال‏:‏ فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال‏:‏ ‏"‏إلي أيها الناس ‏[‏هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلا شيء احتملت إلا حل بعضها بعضهاً فانطلق الناس‏]‏ إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه أبو بكر وعمر عليهما السلام ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن وأسامة بن زيد عليهما السلام‏.‏ قال‏:‏ ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه فإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه‏.‏

10266-قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني عاصم بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال‏:‏ بينما ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال‏:‏ فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فيوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله واختلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس ‏[‏من هزيمتهم‏]‏ حتى الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وزاد‏:‏ وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان ابن أمية يومئذ مشركاً في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا بطل السحر اليوم فقال له صفوان‏:‏ اسكت فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوزان‏.‏

ورواه البزار باختصار وفيه ابن إسحاق وقد صرح بالسماع في رواية أبو يعلى،وبقية رجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

10267-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال‏:‏ فولى ‏[‏عنه‏]‏ الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار فنكصنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدماً ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة قال‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضي قدماً فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت ‏[‏له‏]‏‏:‏ ارتفع رفعك الله فقال‏:‏ ‏"‏ناولني كفاً من تراب‏"‏‏.‏ فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم تراباً ‏[‏ثم‏]‏ قال‏:‏ ‏"‏أين المهاجرون والأنصار‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏

هم أولاء قال‏:‏ ‏"‏اهتف بهم‏"‏ فهتف بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة‏.‏

10268-وعن أنس قال‏:‏ لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادى‏:‏ ‏"‏يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار‏"‏‏.‏ ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج فلما سمعوا النداء أقبلوا فوالله ما شبهتهم إلا ‏[‏إلى‏]‏ الإبل نحن إلى أولادها فلما التقوا التحم القتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الآن حمي الوطيس‏"‏‏.‏ وأخذ كفاً من حصى أبيض فرمى به وقال‏:‏ ‏"‏هزموا ورب الكعبة‏"‏‏.‏

وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشد الناس قتالاً بين يديه‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره‏.‏

10269-وعن بريدة قال‏:‏ تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلم يبق معه إلا رجل يقال له‏:‏ زيد وهو آخذ بعنان بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ويحك ادع الناس‏"‏‏.‏ فنادى زيد‏:‏ يا أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم‏.‏ فلم يجئ أحد فقال‏:‏ ‏"‏ادع الأنصار‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا معشر الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم‏.‏ فلم يجئ أحد فقال‏:‏ ‏"‏ويحك خص الأوس والخزرج‏"‏‏.‏ فنادى‏:‏ يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم‏.‏ فلم يجئ أحد فقال‏:‏ ‏"‏ويحك خص المهاجرين فإن لي في أعناقهم بيعة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشوا قدماً حتى فتح الله عليهم‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

10270-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين‏:‏ ‏"‏جزوهم جزاً‏"‏‏.‏ وأومأ بيده إلى الحلق‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

10271-وعن الحارث بن بدل قال‏:‏ شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا فما يخيل لي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10272-وعن أبي عبد الرحمن الفهري قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي فأتيته في فسطاطه فسلمت عليه فقال‏:‏ ‏"‏وعليك السلام ورحمة الله وبركاته‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ حان الرواح يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏فناد بلالاً‏"‏‏.‏ فثار بلال من تحت شجرة كأن ظله ظل طائر فقال‏:‏ لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال‏:‏ ‏"‏أسرج لي فرسي‏"‏‏.‏ ‏[‏فأخرج‏]‏ سرجاً دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر،فأسرج له ثم ركب ومضينا عشيتنا وليلتنا فلما

تسامت الخيلان ولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله‏"‏‏.‏ واقتحم عن فرسه فنزل فأخذ كفاً من حصى‏.‏

قال‏:‏ فحدثني من هو أقرب إليه مني‏:‏ أنه ضرب وجوههم وقال‏:‏ ‏"‏شاهت الوجوه‏"‏‏.‏ فهزم الله المشركين‏.‏

قال‏:‏ فحدثني أبناؤهم‏:‏ أن آباءهم قالوا‏:‏ فما بقي منا يومئذ أحد إلا امتلأت عيناه وفمه تراباً وسمعنا صلصلة من السماء إلى الأرض كإمرار الحديد على الطست‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه إلى قوله‏:‏ ليس فيه أشر ولا بطر‏.‏

رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات‏.‏

10273-وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين‏.‏

رواه البزار‏.‏

10274-وعن ياسر قال‏:‏ كان عمرو بن مرة يحدث قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن مرة أن يقف هو وقومه جهينة بن زيد يوم هوازن فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا معشر جهينة كونوا بأعقاب بني سليم فإن جاشوا فضعوا السلاح بأقفيتهم وشعارهم‏"‏‏.‏ فجاشت يومئذ قبيلة منهم يقال لهم‏:‏ بنو عصية لأنهم عصوا الله ورسوله فقتلتهم جهينة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم جهينة فتقدمت إلى هوازن

وصرف سليماً عن موقفهم فهزمهم الله يومئذ وكثر القتل فيهم قتل عمرو بن مرة يومئذ ابن ذي البردين الهلالي وكان لجهينة فيهم بلاء حسن‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

10275-وعن عياض أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هوازن في اثني ألفاً فقتل منا من أهل الطائف يوم حنين مثل ما قتل من قريش يوم بدر وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفاً من بطحاء فرماه في وجوهنا فهزمنا‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عياض ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10276-وعن زيد بن أرقم قال‏:‏ انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال‏:‏

‏"‏أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10277-وعن عمرو بن دينار قال‏:‏ لا أعلمه إلا عن جابر‏:‏ أن رسول الله قال يوم حنين‏:‏

‏"‏الآن حمي الوطيس‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏هزموا ورب الكعبة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10278-وعن يزيد بن عامر السوائي أنه قال عند انكشافه انكشفها المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار

فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من الأرض فرمى بها وجوههم وقال‏:‏ ‏"‏ارجعوا شاهت الوجوه‏"‏‏.‏ فما منا من أحد يلقى أخاه إلا وهو يشكو القذى ويمسح عينيه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10279-وعن يزيد بن عامر السوائي - وكان شهد حنيناً مع المشركين ثم أسلم - قال‏:‏ سألناه عن الرعب الذي ألقاه الله في قلوبهم يوم حنين كيف كان‏؟‏ فأخذ حصاة فرمى بها طستاً فطن قال‏:‏ كنا نجد في أجوافنا مثل هذا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10280-وعن جبير بن مطعم قال‏:‏ رأيت يوم حنين شيئاً أسود مثل البجاد بين السماء والأرض فلما دفع إلى الأرض فشا ‏[‏في الأرض‏]‏ ذراً وانهزم المشركون‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما عباد بن آدم ولم يوثقه أحد ولم يجرحه‏.‏

10281-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ناولني كفاً من حصى‏"‏ فناولته فرمى به في وجوه القوم فما بقي في القوم أحد إلا ملئت عيناه من الحصى فنزلت‏:‏ ‏{‏وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف‏.‏

10282-وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين‏.‏

رواه البزار عن إسماعيل بن سيف وهو ضعيف‏.‏

10283-وعن أنس قال‏:‏ لما انهزم المسلمون يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء يقال لها‏:‏ دلدل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دلدل اسدي‏"‏‏.‏ فألزقت بطنها بالأرض حتى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فرمى بها وجوههم فقال‏:‏ ‏"‏حم لا يُنصرون‏"‏ فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعناهم برمح ولا ضربنا بسيف‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم وهو ضعيف‏.‏

10284-وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال‏:‏ خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه‏:‏ يا رسول الله إني أرى خيلاً بلقاً قال‏:‏ ‏"‏يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر‏"‏‏.‏ فضرب بيده على صدري ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم اهد شيبة‏"‏ ثم ضربها ثانية ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم اهد شيبة‏"‏ فوالله ما رفع يده من الثالثة من صدري حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه‏.‏ قال‏:‏ فالتقى الناس والنبي صلى الله عليه وسلم على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامها والعباس بن عبد المطلب آخذ بثغر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهر فقال‏:‏ أين المهاجرون الأولون‏؟‏ أين أصحاب سورة البقرة‏؟‏ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏قدماً

أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب‏"‏‏.‏

فعطف المسلمون فاصطلموا بالسيوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الآن حمي الوطيس‏"‏ قال‏:‏ وهزم الله المشركين‏.‏

رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وهو ضعيف‏.‏

10285-وعن عكرمة قال‏:‏ قال شيبة بن عثمان‏:‏ لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت‏:‏ اليوم أدرك ثأري في محمد ‏[‏فجئته‏]‏ فإذا العباس عن يمينه وعليه درع بيضاء كأنها الفضة فكشف عنها العجاج فقلت‏:‏ عمه لن يخذله فجئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث فقلت‏:‏ ابن عمه لن يخذله فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف رفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يمحشني فنكصت القهقرى فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏تعال يا شيب‏"‏‏.‏ فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا فقال له‏:‏ ‏"‏يا شيب قاتل الكفار‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا عباس اصرخ بالمهاجرين الأولين الذين بايعوا تحت الشجرة وبالأنصار الذين آووا ونصروا‏"‏‏.‏ فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا البقر على أولادها حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه حرجة‏.‏ قال‏:‏ فلرماح الأنصار كانت عندي أخوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من رماح الكفار،ثم قال‏:‏ ‏"‏يا عباس ناولني من البطحاء‏"‏‏.‏ فأفقه الله البغلة كلامه فاختفضت

به حتى كاد بطنها يمس الأرض فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال‏:‏ ‏"‏شاهت الوجوه حم لا ينصرون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف‏.‏

10286-وعن محمد بن سلام الجمحي قال‏:‏ مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن‏.‏ قال ابن سلام‏:‏ وكان عوف رئيساً مقداماً كان أول ذكره وما شهر من بلائه يوم الفجار مع قومه كثر صنيعه يومئذ وهو على هوازن حين لقيهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق مع الناس أموالهم وذراريهم فخالفه دريد بن الصمة فلج وأبى فصاروا إلى أمره فلم يحمدوا رأيه وكان يومئذ رئيسهم فلما رأى هزيمة أصحابه قصد نحو النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد الإقدام ليصيبه زعم فوافاه مرثد بن أبي مرثد الغنوي فقاتله وحمل فرسه فعاج فلم يقدم ثم أراده وصاح به فلم يقدم فقال‏.‏

أقدم محـاجُ إنه يـوم نكر

مثلي على مثلك يحمي ويكر

ويطعنُ الطعنـةَ تفريْ وتهر

لهـا منَ البطن نجيع منهمر

وثعلبُ العاملِ فيهاْ منكسر

إذا احزألتْ زمرٌ بعدَ زمر

ثم شهد بعد ما أسلم القادسية فقال‏:‏

أقدم محاج إنها الأساوره

ولا يهولنك رجل نادره

ثم انهزم من حنين فصار إلى الطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو أتاني لأمنته وأعطيته مائة‏"‏‏.‏ فجاء ففعل به ذلك ووجهه على قتال أهل الطائف‏.‏

وكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يستمده،فكتب إليه‏:‏ تستمدني وأنت في عشرة آلاف ومعك مالك بن عوف وخنظلة بن ربيعة وهو الذي يقال له‏:‏ حنظلة الكاتب‏.‏

قال ابن سلام‏:‏ فحدثني بعض قومه أنه قال لعمر بن الخطاب‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني يتألفني على الإسلام فلم أحب أن آخذ على الإسلام أجراً فأنا أردها قال‏:‏ إنه لم يعطكها إلا وهو يرى أنها لك حق‏.‏

رواه الطبراني عن خليفة بن خياط عن محمد بن سلام الجمحي وكلاهما ثقة‏.‏

10287-وعن عبد الرحمن بن أزهر أنه كان يحدث أنه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يحثي في وجوههم التراب‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10288-وعن امرأة رافع بن خديج أن رافعاً رمي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أو يوم حنين

- أنا أشك - بسهم في ثندوته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله انزع السهم قال‏:‏ ‏"‏يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعاً وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله انزع السهم ودع القطبة قال‏:‏ فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم السهم وترك القطبة‏.‏

رواه أحمد وامرأة رافع لم أعرفها،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10289-وعن عبد الصمد بن حبيب العوذي ‏[‏عن أبيه‏]‏ قال‏:‏ غزونا مع سنان بن سلمة - يعني ابن المحبق - فقال‏:‏ ولدت يوم حنين فبشر بي أبي فقالوا‏:‏ ولد لك غلام فقال‏:‏ سهم أرمي به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى مما بشرتموني به وسماني سناناً‏.‏

رواه أحمد‏.‏ وحبيب لم يرو عنه غير ابنه‏.‏

10290-وعن العداء بن خالد بن هوذة قال‏:‏ قاتلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينصرنا الله ولم يظهرنا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

  باب ما جاء في غنائم هوازن وسبيهم

10291-عن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم فحبست‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار عن بديل عن أبيه ولم يسم ابن بديل،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10292-وعن أبي جزول زهير بن صرد قال‏:‏

لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر‏:‏

امنن علينـا رسـولَ اللهِ في كرم * فإنـك المرءُ نرجـوهُ وننـتظر

امنـن على بيضةٍ قدْ عـاقها قدر * مشـتتٌ شملهاْ فيْ دهرها غير

أبقت لنـا الدهرَ هتافاً على حزن * على قلـوبهمُ الغمـاءُ والغمر

إنْ لمْ تُـداركهمُ رحمـاءُ تنشرها * يا أرجح الناس حلماً حين يختبر

امنن على نسوةٍ قدْ كنتَ تَرضعها * إذ فوكَ يملأه من مخضها الدرر

إذ كنت طفلاً صغيراً كنت تَرضعها * وإذ يزينـكَ ما تأتي وما تذر

لا تجعلنـاْ كمنْ شـالتْ نعـامتهُ * واسـتبق منا فإنا معشـر زهر

إنا لنشـكر للنعمـاء إذ كفـرت * وعندنـا بعد هـذا اليوم مدخر

فألبسِ العفوَ من قد كنتَ ترضعه * من أمهـاتكَ إنَّ العفوَ مشـتهر

يا خير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر

إنا نؤمـل عفـواً مـنك تلبسـه * هـادي البريـة إذ تعفو وتنتصر

فاعفو عفـا الله عمـا أنتَ راهبه * يوم القيامةِ إذ يهدي لك الظفر

فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم‏"‏‏.‏ وقالت قريش‏:‏ ما كان لنا فهو لله ولرسوله‏.‏ وقالت الأنصار‏:‏ ما كان لنا فهو لله ولرسوله‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم‏.‏

10293-وعن عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن لما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وقد أسلموا قالوا‏:‏ إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك،وقال رجل من هوازن من بني سعد بن بكر يقال له‏:‏ زهير ويكنى بأبي صرد فقال‏:‏ يا رسول الله نساؤنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمر والنعمان بن المنذر ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا لرجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين‏.‏ ثم أنشد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شعراً قاله وذكر فيه قرابته وما كفلوا منه فقال‏:‏

امنن علينـا رسـولَ اللهِ في كرم * فإنـك المرءُ نرجـوهُ وننـتظر

امنـن على بيضةٍ قدْ عـاقها قدر * مفـرقٌ شملهاْ فيْ دهرها غير

أبقت لنـا الدهرَ هتافاً على حزن * على قلـوبهمُ الغمـاءُ والغمر

إنْ لمْ تُـداركهمُ رحمـاءُ تنشرها * يا أرجح الناس حلماً حين يختبر

امنن على نسوةٍ قدْ كنتَ تَرضعها * إذ فوكَ يملأهُ منْ مخضها درر

إذ كنت طفلاً صغيراً كنت تَرضعها * وإذ يزينـكَ ما تأتي وما تذر

لا تجعلنـاْ كمنْ شـالتْ نعـامتهُ * واسـتبق منا فإنا معشـر زهر

قال فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10294-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏يوم حنين‏]‏ وجاءته وفود هوازن فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنا أهل وعشيرة فمن علينا منّ الله عليك فإنه ‏[‏قد‏]‏ نزل بنا من البلاء ما لم يخف عليك فقال‏:‏ ‏"‏اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال‏:‏ ‏"‏ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت الظهر فقولوا‏:‏ إنا ‏[‏نستشفع‏]‏ برسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين وبالمسلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا وأبنائنا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم‏"‏‏.‏ وقال المهاجرون‏:‏ ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار مثل ذلك وقال عيينة بن بدر‏:‏ أما ما كان لي ولبني فزارة فلا‏.‏ وقال الأقرع بن حابس‏:‏ أما أنا وبنو تميم فلا وقال عباس بن مرداس‏:‏ أما أنا وبنو سليم فلا فقال الحيان‏:‏ كذبت‏!‏‏!‏ بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏[‏رسول الله صلى الله عليه وسلم‏]‏‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بشيء من هذا الفيء فله علينا ستة فرائض من أول ما يفيء الله علينا‏"‏‏.‏

ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون‏:‏ اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس ردوا علي ردائي فوالله لو كان ‏[‏لكم‏]‏ بعدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تلقوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً‏"‏‏.‏ ثم دنا من بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين إصبعيه السبابة

والوسطى ثم رفعها فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عاراً وناراً وشناراً‏"‏‏.‏ فقام رجل معه كبة من شعر فقال‏:‏ إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك‏"‏‏.‏ فقال الرجل‏:‏ يا رسول الله أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي بها‏.‏ ونبذها‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود باختصار كثير‏.‏

رواه أحمد ورجال أحد إسناديه ثقات‏.‏

10295-وعن عطية أنه كان ممن كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سبي هوازن فقال‏:‏ يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك ولهذا اليوم اختبأناك وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك‏.‏ فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فردوا عليهم سبيهم إلا رجلين‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اذهبوا فخيروهما‏"‏‏.‏ فقال أحدهما‏:‏ إني أتركه‏.‏ وقال الآخر‏:‏ لا أتركه‏.‏ فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم أخس سهمه‏"‏‏.‏ فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز قال‏:‏ فإني آخذ هذه فإنها أم حي ويستفدونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية وقال‏:‏ خذها‏.‏ ثم قال للرسول‏:‏ يا رسول الله ما فوها ببادر ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله بقراء سبية ما لها أحد فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها‏.‏

رواه الطبراني وفي إسناده الزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10296-قال الطبراني‏:‏ حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب يكنى‏:‏ أبا خالد وأمه صفية بنت زهير بن الحارث بن أسد وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار وكان إسلامه يوم الفتح وكان من المؤلفة أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بعير من غنائم حنين‏.‏

10297-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوم حنين قسماً على المؤلفة قلوبهم فوجدت الأنصار في أنفسها فقالوا‏:‏ قسم فيهم فقال‏:‏ ‏"‏يا معشر الأنصار ألا ترضون أن تذهبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم معكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏

رواه البزار وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف قال ابن الطهراني‏:‏ كان ثقة‏.‏

10298-وعن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد هوازن بحنين وسألهم عن مالك بن عوف النصري‏:‏ ‏"‏ماذا فعل مالك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ هو بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أخبروا مالكاً أنه إن يأتني مسلماً رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل‏"‏‏.‏ فأتي مالك بذلك فخرج إليه من الطائف وكان مالك خاف ثقيفاً على نفسه أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلة له فهيئت وأمر بفرس له فأتي به من الطائف فخرج ليلاً فجلس على فرسه فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة أو مكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10299-وعن ابن عباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين وجبريل إلى جنبه فجاء ملك فقال‏:‏ إن ربك يأمرك بكذا وكذا‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل‏:‏ ‏"‏تعرفه‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ هو ملك وما كل ملائكة ربك أعرف‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد‏:‏ فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون شيطاناً‏.‏

وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو منكر الحديث ورمى بالكذب ووثقه ابن حبان‏.‏

وأحاديث كثيرة في مناقب الأنصار في غنائم حنين‏.‏

  باب فيمن استشهد يوم حنين

10300-عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم حنين‏:‏ أيمن بن عبيد‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10301-وعن جابر قال‏:‏ كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيمن بن أم أيمن وهو ابن عبيد‏.‏

قلت‏:‏ هذا مكتوب بعد كلام ابن إسحاق الذي قبله وليس هو في السماع،وفيه ابن إسحاق وهو مدلس‏.‏

10302-قال الطبراني‏:‏ أيمن بن أم أيمن استشهد يوم حنين وهو أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج وهو أخو أسامة بن زيد لأمه‏.‏

10303-وعن عروة قال‏:‏ وقتل يوم حنين من المسلمين ثم من قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى‏:‏ زيد بن ربيعة‏.‏ ومن قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى‏:‏ زيد بن زمعة‏.‏ - قال الطبراني‏:‏

هكذا قال ابن لهيعة وهو وهم‏.‏ قلت‏:‏ والصواب أنه يزيد كما سيأتي عن الزهري - ‏.‏

ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني العجلان‏:‏ سراقة بن الحباب‏.‏

رواه كله الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن‏.‏

10304-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

من الأنصار ثم من بني العجلان‏:‏ مرة بن سراقة بن الحباب هكذا قال ابن شهاب‏.‏

واستشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من قريش ثم من بني أسد‏:‏ يزيد بن زمعة‏.‏

ورجالهما إلى الزهري رجال الصحيح‏.‏

10305-وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش ثم من بني أسد‏:‏ يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب جمح به فرس - يقال له‏:‏ الجناح - فقتله‏.‏

واستشهد يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار‏:‏ سراقة بن الحباب بن عدي بن النجار‏.‏ وإسنادهما

وإسنادهما إلى ابن إسحاق ثقات‏.‏

 باب غزوة الطائف

10306-عن أبي بكرة قال‏:‏ لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف تدليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكرة فقال‏:‏ ‏"‏كيف تدليت‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ تدليت ببكرة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت أبو بكرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو المنهال البكراوي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10307-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار‏:‏ ثابت بن ثعلبة وثعلبة الذي يقال له‏:‏ الجذع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية‏:‏ رقيم بن ثابت بن ثعلبة‏.‏

رواهما الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10308-وعن عروة في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار ثم من بني سالم ثم من بني حرام‏:‏ ثعلبة الذي يقال له‏:‏ الجدع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية بن الحارث‏:‏ رقيم بن ثابت أو ثابت بن ثعلبة‏.‏

رواهما الطبراني وفي إسنادهما ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن‏.‏

10309-وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم الطائف‏:‏ جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن سعد بن ليث‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني الأوس‏:‏ رقيم بن ثابت بن ثعلبة ‏[‏بن زيد‏]‏ بن ثوبان بن معاوية‏.‏ ومن قريش ثم من بني أمية بن عبد شمس‏:‏ سعيد بن سعيد العاصي‏.‏

رواها الطبراني ورجالها ثقات‏.‏

10310-قال الطبراني‏:‏ عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أخو أم سلمة لأبيها أمه‏:‏ عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أسلم يوم الفتح لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم واستشهد يوم الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

 باب غزوة تبوك

10311-عن عمران بن حصين أنه شهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أيام غزوة تبوك في جيش العسرة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة والقوة والتأسي وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل‏:‏ إن هذا الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك وأصابته سنون فهلكت أموالهم،فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن‏.‏ فبعث رجلاً من عظمائهم يقال له‏:‏ الضناد وجهز معه أربعين ألفاً فلما بلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب في العرب وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو ويقول‏:‏ ‏"‏اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض‏"‏ فلم يكن للناس قوة،وكان عثمان بن عفان قد جهز عيراً إلى الشام يريد أن يمتار عليها فقال‏:‏ يا رسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية،فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل وأتى بالصدقة بين يديه فسمعته يقول‏:‏ ‏"‏لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو ضعيف‏.‏

10312-وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك ‏[‏وكنت‏]‏ على خدمته ذلك السفر فنظرت إلى نحي السمن قد قل ما فيه وهيأت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فوضعت السمن في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحي فقمت فأخذت برأسه بيدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآني‏:‏ ‏"‏لو تركته لسال وادياً سمناً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طريقين إحداهما في علامات النبوة ورجالهما وثقوا‏.‏

10313-وعن أبي رهم قال‏:‏ كنا في مسير وإلى جنبي رجل أزحمه بالليل ولا أعرفه فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أبو رهم قال‏:‏ ‏"‏ما فعل النفر الطوال الجعاد الأدم من بني غفار‏؟‏ هل معنا منهم في المسير أحد‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما فعل النفر الأدم القصار الخنس من أسلم‏؟‏ هل معنا منهم في المسير أحد‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما فعل النفر الحمر الثطاط‏؟‏ هل معنا أحد منهم في المسير‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما من أهلي أحد أعز علي مخلفاً من قريش والأنصار وأسلم وغفار فما يمنع أحدهم إذا تخلف أن يعقر البعير من إبله فيكون له مثل أجر الخارج‏"‏‏.‏

رواه البزار بإسنادين وفيه ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه،وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات‏.‏

10314-وعن أبي رهم الغفاري - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة - قال‏:‏ غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فلما فصل سرى ليلة فسرت قريباً منه وألقي علي النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني نصف الليل فركبت راحلتي راحلته ورجل النبي صلى الله عليه وسلم في الغرز فأصابت رجله فلم أستيقظ إلا بقوله‏:‏ ‏"‏حس‏"‏‏.‏

فرفعت رأسي فقلت‏:‏ استغفر لي يا رسول الله فقال‏:‏ ‏"‏سل‏"‏‏.‏ فطفق يسألني عن بني غفار فأخبره،فإذا هو يسألني‏:‏ ‏"‏ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط أو القصار - عبد الرزاق يشك - الذين لهم نعم بشظبة شرخ‏؟‏‏"‏‏.‏ فذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطاَ من أسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطاً في سبيل الله فأعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار‏.‏

10315-وفي رواية‏:‏ ‏"‏ما فعل النفر القصار السود الجعاد‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله أولئك خلفاء فينا‏.‏

رواه أحمد والطبراني وقال‏:‏ ‏"‏سر‏"‏ بدل‏:‏ ‏"‏سل‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏ما فعل النفر السواد الجعاد القصار الذين لهم نعم بشبكة شرخ‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فتذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت انهم رهط من أسلم وقد تخلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على إبله امرأ نشيطاً في سبيل الله إن أعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار‏.‏

في إسنادهما ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه‏.‏

10316-وعن سعد بن خيثمة قال‏:‏ تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطاً فرأيت عريشاً قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت‏:‏ ما هذا بالإنصاف،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم،فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى ثمرات فتزودتها فنادت زوجتي إلي‏:‏ أين يا أبا خثيمة‏؟‏ فخرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لقيني عمير بن وهب فقلت‏:‏ إنك رجل جريء وإني أعرف جئت النبي صلى الله عليه وسلم وإني

امرؤ مذنب فتخلف عني حتى أخلو برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فتخلف عني عمير فلما طلعت على العسكر فرآني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كن أبا خثيمة‏"‏ فجئت فقلت‏:‏ كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خيراً‏"‏ ودعا لي‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف‏.‏

10317-وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك فجهد الظهر جهداً شديداً فشكوا إليه ذلك قال‏:‏ ورآهم رجالاً لا يروحون ظهرهم فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضيق يمر الناس فيه فوقف عليه والناس يمرون فنفخ فيها نفخة وقال‏:‏ ‏"‏اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فاستمرت فما دخلنا المدينة إلا وهي تنازعنا أزمتها‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف‏.‏

10318-وعن عبد الله بن سلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بالجليحة في سفره إلى تبوك قال له أصحابه‏:‏ المبرك يا رسول الله الظل والماء وكان فيها دوم وماء فقال‏:‏ ‏"‏إنها أرض زرع وتبرد،دعوها فإنها مأمورة‏"‏ - يعني ناقته - فأقبلت حتى بركت تحت الدومة التي كانت في مسجد ذي المروة‏.‏

رواه الطبراني وفيه راو لم يسم‏.‏

10319-وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال‏:‏ أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وإسحاق لم يدرك عبادة‏.‏

10320-وعن أبي الشموس البلوي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه يوم الحجر عن بئرهم فألقى ذو العجين عجينة وذو الحيس حيسة‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ في الشيء بعد الشيء‏.‏

10321-وعن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر واستقى الناس من بئرهم ثم راح منها فلما استقر أمر الناس أن لا يشربوا من مائها ولا يتوضؤوا منها وما كان من عجين عجن من مائها أن يعلف ففعل الناس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم‏.‏

10322-وعن أبي ذر أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتوا على واد فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنكم بواد ملعون فأسرعوا‏"‏‏.‏ فركب فرسه فدفع ودفع الناس ثم قال‏:‏ ‏"‏من اعتجن عجينه أو من كان طبخ قدراً فليكبها‏"‏‏.‏ ثم سرنا ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس إنه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة فيعبأ الله بها‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن قدامة بن صخر ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا‏.‏

10324-وعن سمرة بن جندب‏:‏

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهاهم يوم ورد ثمود عن ركية ‏(‏بئر‏)‏ عند جانب المدينة أن يشرب منها أحد أو يستقي ونهانا أن نتولج بيوتهم‏.‏

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف‏.‏

10325-وعن أبي كبشة الأنماري قال‏:‏ لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أرض الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنادى الناس‏:‏ ‏"‏الصلاة جامعة‏"‏ قال‏:‏ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول‏:‏ ‏"‏ما يدخلون على قوم غضب الله عليهم‏؟‏‏"‏‏.‏ فناداه رجل‏:‏ تعجب منهم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك‏؟‏ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإن الله عز وجل لا يعبأ بعذابكم شيئاً،وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط‏.‏

10326-وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا تسألوا عن الآيات أو لا تسألوا نبيكم الآيات فإن قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله تبارك وتعالى لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها وتصدر من هذا الفج،فعتوا عن أمر ربهم فعقروا الناقة فقيل لهم‏:‏ ‏{‏تمتعوا في داركم ثلاثة أيام‏}‏ أو قيل لهم‏:‏ إن العذاب يأتيكم إلى ثلاثة أيام‏.‏ ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من تحت مشارق الأرض ومغاربها منهم إلا رجلاً كان في حرم الله فمنعه من عذاب الله‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله من هو‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أبو رغال‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ ومن أبو رغال‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏جد ثقيف‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ويأتي لفظه في سورة هود،وأحمد بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

10327-وعن ابن عباس قال‏:‏ قيل لعمر بن الخطاب‏:‏ حدثنا عن شأن العسرة فقال عمر‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه فقال أبو بكر الصديق‏:‏ يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيراً فادع،فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتحب ذلك يا أبا بكر‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات‏.‏

10328-وعن حذيفة قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك فبلغه أن في الماء قلة - ‏[‏الذي يرده‏]‏ - فأمر منادياً فنادى في الناس‏:‏ ‏"‏أن لا يسبقني في الماء أحد‏"‏‏.‏ فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

10329-وعن أبي الطفيل قال‏:‏ لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ العقبة فلا يأخذها أحد‏.‏ فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده عمار ويسوقه حذيفة إذ أقبل رهط

متلثمون على الرواحل حتى غشوا عماراً وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة‏:‏ ‏"‏قد قد‏"‏‏.‏ حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار فقال‏:‏ ‏"‏يا عمار هل عرفت القوم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال‏:‏ ‏"‏هل تدري ما أرادوا‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطرحوه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فسار عمار رضي الله عنه رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ نشدتك بالله ما كان أصحاب العقبة‏؟‏ قال‏:‏ أربعة عشر فقال‏:‏ إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا‏:‏ والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار‏:‏ أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب لله ولرسوله والحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏.‏

قال أبو الوليد‏:‏ وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى‏:‏ لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطاً قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏